لماذا أكتب ؟

لماذا أكتب

هذا السؤال أسأله لنفسي كثيرا عندما تمر علي لحظات  أشعر فيها أن القصص والمقالات التي أكتبها ما هي إلا تضييع للوقت و أنها  لا تؤثر في أي أحد  وأن لا  أمل لي في نشر كتاباتي    ,ولذلك علي أن أتوقف عن الكتابة  وأقضي وقتي في شيء أنفع  و كلما يعبر بذهني هذا السؤال   أتذكر أول مرة كتبت فيها   .

 كنت طفلة   وكنت أشعر  بوحدة  وبملل من أجازة الصيف الطويلة و   بإحباط من أشياء كثيرة ولم 

أجد من يفهم ما يجول داخلي  .

 فتحت إحدى كراساتي الخالية وأمسكت بالقلم وكتبت كل ما أشعر  به  بدون فلترة .

وبعد أن انتهيت من الكتابة شعرت أن هناك عبئا ثقيلا انزاح من علي كاهلي و تخيلت أن الورقة التي سطرت فيها كلماتي تبتسم لي في حنو  وتقول لي لقد فهمتك  .

ومنذ تلك اللحظة نشأت  صداقة بيني وبين الورقة وأصبحت أذهب إليها كلما ضاقت الحياة في وجهي لكي أدون فيها أفكاري فأجدها تفتح لي ذراعيها وتستقبلني وتترك لي الحرية  لكي  أعبر عن نفسي كما أشاء بدون قيد أو شرط وتسمح لي بالخطأ والتصحيح ولا تمحو ما كتبته بل تحفظه حتى أعود , فأجده كما هو  ولا تضيق مني مهما كتبت ومسحت وكررت كلماتي .

  صارت الكتابة  هي  صديقتي الوحيدة  في هذه الحياة ولذلك لم أقو عن التخلي عنها  مهما شعرت باليأس أو بعدم جدوى ما أكتبه لأن الكتابة بالنسبة هي وسيلتي للتنفس و للتعبير عن  ذاتي وأفكاري ومشاكلي وهواجسي  وأحلامي .

لقد اكتشفت أن كل شخص  لديه حاجة ملحة للتعبير عن نفسه بشكل فني وكل منا يختار الطريقة التي يعبر بها عن ذاته  . هناك من يختار الرسم أو التصميم أو تنسيق الزهور أو النحت أو الشعر أو الغناء أو الرقص    .

  و كل إنسان داخله هذا الفنان القادر على تحويل ألامه ومشاعره وأفكاره إلى شيء جميل ومدهش وليس شرطا أن  يتحول هذا الفن إلى مهنة  وليس شرطا أن يحوز هذا الفن  على إعجاب الآخرين أو يغير مسار العالم   لكي أستمر في تقديمه    ,   فالتعبير عن الذات  عن طريق الفن  يعد نجاحا في حد ذاته لأنه يحافظ على التوازن النفسي للإنسان  ويمنع الطاقة الكامنة في داخله من الانفجار .