لو فكرت   في قصص  الأفلام والمسلسلات التي شاهدتها في حياتك ستكتشف أن معظمها يدور حول الصراع  الأبدي  بين الخير والشر أو الصراع   بين الإنسان وظروفه  الصعبة التي تمنعه عن تحقيق أحلامه , و عادة  ما ينتهي الفيلم أو المسلسل  نهاية سعيدة يتحقق فيها العدل الكامل فيحصل الأبطال على حقوقهم  ويحصل المجرم على ما يستحقه من عقاب  فيتم القبض عليه  أو يموت في حادثة مروعة أو تحدث له مصيبة تجعله يفيق فيتوب لله ويعيد للبطل حقه وفي النهاية يتزوج البطل من حبيبته ويحقق كل أحلامه في الحياة فيشعر المشاهدون بأنهم قضوا وقتا ممتعا  ,وأعتقد أن هذا هو سر حب الناس للأفلام والمسلسلات فهي تقدم لهم جزء من الواقع ولكنها في النهاية تكافئهم بالنهاية السعيدة التي لا يروها دائما في حياتهم , فالواقع اليومي للإنسان شديد التعقيد والصعوبة فنجد كثير من الأبرياء يعانون في الحياة بدون أن يقترفوا    أي ذنب بينما قد ينجح مجرم عتيد في الهرب من العقوبة فعدالة الحياة هي في النهاية عدالة جزئية قد لا ترضي كل الناس , كما أنه  لا يكفي في الحياة  أن تكون صاحب حق  إذا كنت لا تملك القوة والذكاء الذي يساعدك على الحصول عليه   , ولكن الأفلام والمسلسلات القليلة  التي تصور هذا الواقع كما هو في الحقيقة  وتقدم نهاية واقعية لا يحصل فيها كل البطل على ما يتمناه  تزعج المشاهد  وتجلب عليه  شعور بالاكتئاب والإحباط فينصرف عنها  لأن المشاهد في النهاية لا يريد من الدراما أن تقدمه له النهاية التي يواجهها في واقعه  اليومي التعيس, ولكن أن تعطيه الأمل في واقع مثالي  عن طريق عرض  النهاية السعيدة التي يتمنى الحصول عليها في الحقيقة وهذه هي وظيفة الدراما  أن تنتصر للحق والخير والجمال  .

0 تعليقات