من هو المتطرف
هو من يرى كل شيء في الحياة أما أبيض أو أسود , صح أو خطأ , حلال أو حرام حق أو باطل .
من يرى الناس أما أشرار أو أخيار, أعداء أو أصدقاء, مؤمنون أو كفرة, شياطين أو ملائكة .
من يرى أن كل ما يؤمن به هو الحقيقة المطلقة التي لا تشوبها شائبة وما يؤمن به الآخرون هو الضلال المبين .
من يتمسك بمبادئه وأفكاره لدرجة التقديس ويرفض مراجعتها أو إعادة النظر فيها ويصل إيمانه بها لدرجة أنه قد يحاول فرضها على الآخرين بالعنف والقوة .
هو الشخص الذي إذا أحب بالغ في حبه واهتمامه بالطرف الأخر وأعتبره ملاك من السماء وإذا انتهي هذا الحب فانه يتحول لكراهية شديدة تصل لدرجة العداء.
هو من لا يعرف قاموس حياته الحلول الوسط و التنازلات والمساومات والمفاوضات .
لقد أصبح التطرف الفكري أفه منتشرة في المجتمع العربي و احترام الرأي الأخر هو مجرد شعار ندعي أننا نؤمن به ولكن في الحقيقة لا نطبقه إلا نادرا ,والدليل هو ما نراه بين الناس من عنف لفظي ومعاداة وكراهية شديدة ورفض سماع وجهات نظر الآخرين والاستسهال في تصنيف الناس وتخوينهم وتكفيرهم أو إقصائهم لمجرد أنهم لا يعيشون حياتهم على مزاجنا أو لا يتفقون معنا في كل الاراء وأسوأ مثال للتطرف هي الجماعات الإرهابية التي لا تتورع عن قتل الأبرياء وترويعهم من أجل فرض ما تظن أنه الحقيقة على الناس , فمن حق كل إنسان أن يكون له مبادئ يؤمن ويمشي عليها ولكن ليس من حقه أن يتحكم في الناس ويفرض عليهم بالقوة إتباع ما يتبعه بزعم أنه الحق فلو نظرنا للطبيعة فسنرى أن الله خلق ألوان عديدة وكلها جميلة وحتى اللون الواحد له عدة درجات وهذا التنوع ينطبق على البشر وعلى المبادئ والأفكار ولولا هذا التنوع والاختلاف لكانت الحياة مملة وراكدة فالتنوع يثري ويغني الحياة ويطورها ويدفعها للأمام , إذا كنت تشعر أنك أحيانا تتعصب في الدفاع عن أرائك لدرجة أنك تدخل في مشاجرات مع الاخرين جرب أن تضغط على نفسك وتجلس مع أحد المختلفين معك وتلغي أفكارد المسبقة عنه وتحاول الاستماع له بقلب وعقل مفتوح ثم اطلب منه أن يستمع لك كما استمعت له وحاول أن تشرح له وجهة نظرك بهدوء وصدقني كل منكما سيستفيد من رأي الأخر .
0 تعليقات
رأيك يهمني اترك تعليقك على ما قرأته