عندما تعيش مع أهلك في نفس المنزل ,ومع ذلك تشعر أنك تعيش في جزيرة تبعد عنهم آلاف الكليومترات



عندما يسألك الناس كيف حالك, فتكذب عليهم وتقول لهم أنك بخير لأنك تعتقد أنهم لا يريدون فعلا معرفة أحوالك


عندما تتكلم مع الاخرين فتشعر أنهم يسمعون كلامك ولكن لا يستمعون لك ويهزون روؤسهم ولكنهم لا يفهمون


عندما ترسم على وجهك إبتسامة واسعة تصل لأذنيك بينما أنت  في الحقيقة تشعر بحزن عميق ولكن لا احد ينظر لعينيك لكي يراه


عندما يعج قلبك بالاسرار والمواجع التي تريد ان تفصح عنها ولكنك لا تجد شخصا تثق انه سيحفظها


عندما تشعر أنك لو اختفيت من هذا العالم لن يبحث أحد عنك ولن يفتقدك أحد



عندما تكتشف أن  جميع  أصدقاءك الحقيقين موجودين  فقط في خيالك أو في الفيس بوك ومواقع الشات

 


للأسف فهناك ملايين الناس تنتابهم هذه المشاعر يوميا , السبب أن  كل إنسان يعيش   في عالمه الخاص وهذا العالم موجود داخل عقله الذي يضخم له  مشاكله وهمومه اليومية ومخاوفه و يصور له العالم على انه مكان مخيف ملىء بالشر والحقد والكراهية مما يجعله يتعامل مع الآخرين بحذر ويخاف من التواصل الحقيقي معهم والاقتراب منهم ظنا منه انهم لا يريدون له الخير او انهم لن يفهموه فيضع بينه وبينهم سور عازل .
 الحقيقة أن هذا السور يسبب لك الإكتئاب بدلا من ان يحميك والحل  هو  أن تتوقف عن الايمان بأنك وحيد , اخرج من سجن عقلك   , اهدم   هذا الحاجز الوهمي الذي تتصور انه يفصل بينك وبين الناس وتوقف عن الاعتقاد بأنهم  مختلفين عنك في كل شىء , ابذل مجهود وتواصل معهم , افتح قلبك لهم و انصت لهم واهتم بكلامهم وحاول ان تضع نفسك مكانهم لكي تشعر بما يشعرون به , احترم وجهة نظرهم حتى لو اختلفت معهم  ,احكٍ لهم بصدق عما تشعر به و ستكتشف  أنك لا تعيش وحيدا وأن مشاكلك تشبه مشاكل كل الناس وهمومك تتطابق مع همومهم  , فالبشر على قدر اختلاف طباعهم  هم شركاء في رحلة الحياة  وهناك  تشابهات كثيرة تجمع بينهم وتقربهم , ولكن ضيق أفقهم هو الذي يصور لهم انهم أعداء ,ولو حاول كل واحد أن يستمع للاخر ويخفف عنه همومه بكلمة او ابتسامة ستصبح الحياة أجمل وسيزول شعور الناس بالوحدة .

3 تعليقات

  1. للأسف .. ليس دائما انا من يعتبر نفسي مختلفا أو أستحق الإختلاف .. وإنما الآخرون هم (غالبا) من يعتبرونني انا المختلف .. ودائما ما يطالبونني بأن أصبح مثلهم .. مع القطيع

    أنا فريد ولست فقط مختلف .. وشعوري هذا نابع من قلبي .. لذا فأنا أعامل الكل بناءا عليه .. فلقد تعودت على كون الآخرين مختلفين

    إذن فالمشكله مع الاخر .. فهو من لا يستطيع أن يتعامل معي .. لأني مختلف

    ردحذف
  2. ذكرتيني بقول مالك حداد "ما أعظم الله .. فهو عظيم بقدر ما أنا وحيد "

    ردحذف
  3. انا اعيش الحياة وحيد جدا ولكين سبب هدا مشكيل منزل لا اعتقد نفسي واحيد .....


    ردحذف

رأيك يهمني اترك تعليقك على ما قرأته