لا ينتحر إلا المتفائلون, المتفائلون الذين لم يعودوا قادرين على الاستمرار في التفاؤل . أما الآخرين , فلماذا يكون لديهم مبررا للموت وهم لا يملكون مبررا للحياة – إميل سيوران
كثير من  الناس يتعاملون مع اليأس على انه دليل هزيمة وضعف وخضوع , وعلى انه اختيار واع يلجأ إليه أشخاص ضعيفي العزيمة والإرادة ,   كسولين   , ولا يريدون المحاولة  من أجل الوصول لأهدافهم ,ولكنني أرى أن العكس هو الصحيح .  



 فمعظم  الأشخاص الذي يصابون  باليأس كانوا في يوم من الأيام يتمتعون بإرادة  تهد الجبال وحماس غير متناهي  وثقة لا يمكن هزها .   وكانوا يتصورن أن كل شيء في الحياة يمكن تحقيقه بالإرادة والعمل والتفاؤل .  ولذلك قضوا حياتهم في الجري والسعي والعمل المتواصل   من أجل الوصول لمبتغاهم . وكلما يفشلون كانوا يقومون ويعاودون المحاولة حتى  نفذ مخزون الطاقة داخلهم  , فلم يعد بإمكانهم أن يقوموا بأي شيء لأنهم جربوا كل شيء وفعلوا كل شيء وصمدوا وصبروا وانتظروا وحاولوا وطرقوا كل الأبواب  .
لم يعد بإمكانهم احتمال أن يمشوا في طريق يعملون مسبقا أنه مغلق ومسدود .
 لم يعد بإمكانهم أن يقوموا من مكانهم لأن قواهم أنهكت تماما  .
 فكل إنسان لدية قدرة معينة على الاحتمال والصمود بعد أن يتعداها لا يمكنه مواصلة العمل .,  وساعتها يجد نفسه مثل السيارة بدون بنزين يمكنك أن تدفعها بيدك لمسافة قصيرة , ولكن لا يمكنك أن تجعلها تسير بصورة طبيعية  .
 وكل الناس   يحملون داخلهم   كمية معينة من  الوقود تزيد وتنقص باختلاف الأشخاص ولكنها يجب أن تستنفذ بعد وقت معين   .وبعد نفاذها  لا يستطيعون  الحركة وحينها يضطرون للتوقف عن المحاولة  وهذا ما نسميه يأسا .
 ومن  يسخرون من اليائسين لم   يجربوا معني أن تفشل كل مرة   بعد أن تظن أنك اقتربت من تحقيق هدفك  .
فبدلا أن تسخر من ضعف اليائسين   اقترب منهم  . اسمع قصتهم  وحاول أن تفهم ما الذي دفعهم لليأس  , وإن استطعت حاول أن تساعدهم في العثور على بصيص النور   يمكن أن يمدهم  بالطاقة التي نفذت منهم  .و ارشدهم للطريق الذي ترى أنه  يمكن أن يؤدي بهم   إلى هدفهم   , لكن لا تنظر لهم من بعيد وتمصمص شفتيك أو تلقي عليهم أحكاما قاسية .

0 تعليقات