الوقت لم يعد فيه اي بركة ,كلمات نسمعها ونرددها كثيرا هذه الأيام بعد ان اصبحنا نشعر ان ايقاع العصر الذي نعيش فيه يجعل السنة تمر وكأنها شهر والشهر يمر وكأنه اسبوع والاسبوع يمر وكأنه يوم واليوم يمر وكأنه ساعة والساعة تمر وكأنه عشر دقائق والعشر دقائق تمر وكأنها عشر ثواني فاصبح الوقت يجري بسرعة صاروخية مثل قطار الإكسبريس السريع الذي لا يتوقف من أجل اي احد او في اي محطة مهما كانت الاسباب وعلينا ان نلحق به قبل ان يقلع من المحطة ويفوتنا ,فعندما ننظر لكل الناس حولنا نجد ان اهلنا الذين كنا نعتقد أنهم مازالوا  شباب وفي أتم صحة كبروا ووصلوا سريعا لسن الشيخوخة والاطفال الذين كانوا في الحضانة من وقت قريب جدا وصلوا الان للجامعة ونبتت لهم الشوارب وأصبحوا على وشك التخرج بل منهم من تخرج بالفعل وأصبح يبحث عن عروسة ,هناك تفسيرات عديدة قدمها الفلاسفة والمفكرون عن سبب شعور الانسان بسرعة مرور الوقت   ولكني اكتشفت ان الوقت لا يمر بسرعة كما نظن ولكنه يمر مثلما كان يمر منذ ان خلق الله الارض وإذا كنتم لا تصدقوني جربوا أن تغمضوا اعينكم لمدة دقيقة واحدة فقط وقوموا بالعد من واحد حتى رقم ستين واراهن انكم ستشعرون بطول هذه الدقيقة التي لا تعتبروها بلا قيمة عندما تعدوها بانفسكم وستشعرون ان الوقت في الحقيقة يمر ببطء ولكن ما هو السبب الذي يجعلنا نشعر بانه يمر بسرعة ,الإجابة هي اننا نضيع معظم حياتنا بالانشغال في الافكار المتضاربة التي تملأ عقلنا ومعظمها افكار مكررة وسلبية نتحسر فيها على ماضينا او نقلق فيها من مستقبلنا فلا تفيدنا هذه الافكار بل وتضيع وقتنا وتشغلنا  عن الاستمتاع بيومنا وباللحظة التي نعيشها فهناك اشياء كثيرة جميلة تمر علينا في هذه اللحظة وهناك اشخاص كثيرون يحيطون بنا الان ولكننا نتجاهل كل ذلك ونضيع وقتنا في كثير من تفاهات الحياة وهي مثل الطفيليات الصغيرة التي تتغدى على عقلنا ووقتنا وطاقتنا فتضيعها فيما لا ينفع ,انا اعلم ان هذه النصيحة صعبة التطبيق ولكننا اذا توقفنا بقدر الامكان عن التفكير في الماضي والمستقبل وجربنا ان نعيش يومنا كما هو وحاولنا الاستفادة من كل يوم والاستمتاع به مع اصدقائنا واقاربنا فسوف نُفاجىء بأن الوقت قد طال بشكل سحري ويومنا أصبح اطول .

0 تعليقات