1- الخوف من الفشل
إذا خطرت في ذهنك فكرة جيدة لمشروع أدبي, فربما لا تسارع بتنفيذها لأنك تخاف من الفشل. الخوف من الفشل هو السبب الرئيسي الذي يعوق أي إنسان عن اتخاذ أي خطوة للأمام في حياته, الفشل شعور مرير لا يستطيع معظم الناس التعايش معه فما بالك بالمبدع الذي يتميز بالحس المرهف.
ميزة العقل البشري هو قدرته على الحُلم والتخيل والتصور, لكن هذه الميزة تنقلب إلى عيب عندما تجد نفسك عاجزاً عن فعل أي شيء لأنك تتصور ما سيحدث لك في المستقبل وتتخيل  أن لا أحد سيقبل نشر كتابك  أو أن كتابك لن يحقق أي مبيعات رغم أنك لم تبدأ في تأليفه , لذلك تقرر اختصار الطريق وتوفير وقتك وتجاهل الفكرة تماماً.
الحل : تقبل الفشل كجزء من العملية الابداعية, الكتابة مهارة لكي تتعلمها وتتقنها لابد أن تجربها بنفسك , كن صبورًا مع نفسك وأنت تكتب, اسمح لنفسك بالخطأ وبمسح ما كتبته وتعديله وتحسينه عشرات حتى تستطيع الوصول إلى النص الذي يرضيك, تجاهل إحساسك بالفشل وامضِ قدما بخطوات بطيئة ولكن واثقة, تذكر أنك  بدون المخاطرة ستظل واقفا في مكانك للأبد.
2- الإصابة بمتلازمة المحتال
إذا كنت تشعر أنك شخص عادي وغير مبدع وأنك محدود الموهبة وأن هناك آلاف الكتاب أفضل وأكثر ذكاء وموهبة واحترافا منك فأنت على الأرجح مصاب بمتلازمة المحتال, هناك العديد من الموهوبين يعتقدون مثلك أنهم محتالين. متلازمة المحتال هو مصطلح يُطلق على شعور يصاب به  كثير من الناجحين والموهوبين, إنهم يعتقدون أنهم لا يستحقون النجاح وأن نجاحهم جاء نتيجة الصدفة أو الحظ وأنهم في الحقيقة نصابين أو معدومي الموهبة ويخافون أن يأتي اليوم يكتشف فيه الناس خداعهم ويراهم على حقيقتهم.
الغريب أن الدراسات تشير أن متلازمة المحتال تصيب الأشخاص الناجحين الذين حققوا انجازات كبيرة والذين يسعون للعمل بجدية, الشعور بمتلازمة المحتال مرتبط بعدم الثقة في النفس والسعي نحو الكمال, لكن كما نعلم فإن الوصول إلى الكمال مستحيل في الحياة .
الحل : لابد أن تدرك أنك لست الوحيد الذي يشعر بعدم الثقة في نفسه, ولست الوحيد الذي يشعر أنه ليس موهوبا بما فيه الكفاية. أغلب المبدعين تنتابهم لحظات من الشك في أنفسهم وفي قدراتهم حتى لو أظهروا عكس ذلك, لابد أن تخفض من التوقعات والمعايير العالية التي تضعها لنفسك وتدرك أنها ليست في صالحك بل أنها سوف تشلك وتمنعك من الكتابة والإبداع.

3- الاعتقاد أن فكرتك ليس جديدة
يعتقد كثير من الكتاب أن سر نجاح النص الادبي يكمن بشكل أساسي في الفكرة, وان الفكرة الجيدة هي الفكرة الطازجة البكر التي لم يسبق لأحد أن توصل إليها أو فكر فيها أو كتبها, هناك من يعتقد أن معظم الأفكار الجيدة تمت كتابتها بالفعل على يد كتاب آخرين أفضل وأكثر براعة وأن ما يكتب حالياً هو تكرار لما كُتب قديماً.
هذا الاعتقاد صحيح لأنه في الحقيقة لا توجد فكرة جديدة تماماً , يعتقد الكاتب الامريكي الساخر مارك توين أنه لا توجد فكرة أصيلة وجديدة لأن كل الأفكار والموضوعات تم بحثها ودراستها وتحليلها ومناقشتها في كل جميع الأعمال الفنية السابقة, وكل الأدباء عندما يكتبون فإنهم يتأثرون بشكل واعي أو غير واعي بمن سبقهم من عظماء الأدب.
الحل : إذا كانت فكرتك ليست جديدة فهذا لا يعني بالضرورة أن تتجاهلها, يمكنك أن تحاول أن تعثر على طريقة لعرضها وتقديمها بشكل مختلف , كل كاتب لديه بصمة فنية خاصة به وهذه البصمة هي مفتاح الإبداع, إذا وجدت أسلوبا جديدا أو صيغة جديدة  لمناقشة فكرة قديمة فأنت بذلك نجحت في العثور على طريقك الإبداعي.
4- الانشغال الدائم
الانشغال هو أبرز مشكلة يعاني منها أغلب الكتاب خصوصا الذين يلتزمون بوظيفة  تأخذ المساحة الأكبر من يومهم, وعندما يعودون إلى المنزل يجدون أنفسهم مجهدين ومستهلكين نفسيا وبدنيا وليس لديهم أي طاقة أو رغبة في كتابة أي شيء.
الحل :  حاول أن تنظم وقتك وابتعد عن الانشطة المهدرة للوقت مثل تصفح الانترنت بلا هدف أو الدخول على صفحات السوشيال ميديا واستبدلها بالكتابة ,ليس من الضروري أن تكتب لساعات طويلة, يكفي أن تخصص وقتا قليلا للكتابة واجعل هذا الوقت محدود وليكن ربع ساعة.
 تعتقد أن هذا الوقت القليل لا يكفي لكتابة أي شيء ولكن التزامك بالكتابة لوقت محدود كل يوم سيساعد على شحن طاقتك الإبداعية ويجعل مشروعك الادبي في ذهنك دائماً, يمكنك أن تزيد من المدة إذا توافر لديك الوقت.
5- الرقابة
من أكثر النصائح شيوعاً التي توجه للكتاب والمبدعين عموما هي أن يفكروا خارج الصندوق, وأن يختاروا أفكارا بعيدا عن الموضوعات التقليدية التي قتٌلت بحثا ونوقشت كثيرا. المشكلة أن الكاتب العربي عندما يحاول تنفيذ هذه النصيحة ويختار موضوعاً غير مستهلك أو مثير للجدل قد يجد نفسه يصطدم بالسقف المنخفض جدا للحرية المتاح أمامه, قد يجد نفسه يقترب رغما عنه من التابوهات. صحيح أن الرقابة على الكتب أقل من الرقابة على باقي المصنفات الفنية لأن الشريحة التي تقرأ في العالم العربي محدودة جدا, لكن هذا لا يمنع أن كثير من الكتاب تعرضوا للاعتقال والمحاكمة بسبب خروجهم عن الثوابت والمقدسات من وجهة نظر بعض المتعصبين أو انتقادهم للسلطة الحاكمة, هذا الأمر يجعل بعض الكتاب متخوفين من تنفيذ أفكارهم الجريئة وغير التقليدية خاصة في عصر الاستقطاب والتربص والقمع الذي نعيش فيه والذي جعل كثير من الناشرين يرفضون طبع الكتب التي تحتوي على أي موضوعات شائكة ومثيرة للجدل.
الحل : رغم أننا نعيش تحت حكم استبدادي من قديم الأزل ورغم أن الحرية المتاحة في العالم العربي لا تكفي كاتب واحد كما قال الاديب الكبير الدكتور يوسف ادريس, لكن المبدعين العرب دائما استطاعوا التحايل على الوضع القائم واستخدام طرق غير مباشرة لطرح أفكارهم أو الاستعانة بالرموز والاسقاطات مما يجعل القصة يتم قراءتها على مستويين؛ مستوى أول : وهو المستوى المباشر الذي يفهمه أي قارئ عادي يريد أن يقرأ الرواية للاستمتاع بالقصة, مستوى ثاني وهو مستوى غير مباشر يفهمه القارئ الذكي المحنك الذي يستطيع فك رموز العمل والتعمق فيه وفك شفرة الرسالة التي يحتوي عليها. هناك أمثلة عديدة لهذه النوعية من الأعمال الادبية وأشهرها كتاب كليلة ودمنة والذي أحتوى على نقد السياسي واجتماعي على ألسنة الحيوانات.
 في الادب العربي المعاصر استعمل الاديب الكبير نجيب محفوظ هذا الاسلوب في العديد من رواياته ومنها ميرامار وثرثرة فوق النيل. إذا كنت تمتلك فكرة جيدة ولكنها جريئة أو شائكة حاول العثور على أسلوب غير مباشر لسردها وتنفيذها.
6- الاكتئاب
مرض الاكتئاب صار من اكثر الامراض انتشارًا في العصر الحديث, حتى انه بات مثل البرد او الصداع كما يقول الشاعر الكبير صلاح جاهين والذي عانى من الاكتئاب ومات بسببه , الاكتئاب يؤثر في الكاتب ربما اكثر مما يؤثر في غيره من الناس لأن الكاتب بطبيعته مرهف الحس ولديه قدرة على التأثر بسهولة بالبيئة المحيطة به خاصة إذا كانت سلبية وجالبة للإحباط واليأس مثل البيئة التي نعيش فيها حاليا, الاكتئاب هو أكبر عقبة تقف أمام المبدع لأنه يستنفذ طاقته النفسية والذهنية ويجعله جسدا بلا روح فيصير عاجزا عن النهوض من الفراش وممارسة حياته اليومية.
الحل :  افضل وسيلة للتعامل مع الاكتئاب ليس بالضرورة محاربته ومحاولته التخلص منه . أحيانا يُفضل أن تتقبل مشاعر الاكتئاب واعراضه كما هي   لكن لا تترك تلك المشاعر تتحكم فيك وتمنعك من ممارسة شغفك, هذا يعني أنك يجب أن تتجاهل الأصوات السلبية التي يصدرها لك الاكتئاب وتصر أن تكتب ولو لوقت محدود كل يوم, حتى لو كان موضوع كتابتك هو الاكتئاب نفسه, المهم ألا تتوقف مهما كانت الظروف وتحاول الاستمرار بقدر استطاعتك , تلك المحاولات في النهاية ستعطيك الثقة بنفسك لكي تعود وتكتب ما تريده.

0 تعليقات