لابد أنك واجهت هذا الموقف العسير العديد من المرات في حياتك , لابد أنك كثيرا  ما وجدت   نفسك  واقفا في مفترق الطرق ,  أمامك عدة اتجاهات عليك أن تختار من بينها الاتجاه  الذي يجب أن تسير فيه  شرقا أم غربا, يمينا أم يسارا, تتملكك الحيرة والارتباك   وتقف مشلولا عاجزا عن الاختيار  لأنك  لا تعرف إلى أين سيؤدي كل طريق , وأحيانا لأنك  لا تعرف ماذا تريد وماذا هو هدفك , وفي لحظات الضياع  تتصاعد أصوات الناس من حولك و يتنافس الجميع   في إسداء النصائح لك ,  هناك  من ينصحك بالسير في نفس الطريق الذي سار فيه جميع الناس حتى تضمن النجاح , وهناك  من يشجعك على الاستكشاف والمخاطرة , وكل هذه  النصائح المتناقضة تختلط داخل عقلك فتزيدك حيرة وخوفا , كل شخص يعتقد انه  يمتلك ناصية الحكمة وأنه الوحيد الذي  يعرفك ويعرف  مصلحتك   , و لكن في النهاية القرار راجع لك وحدك والنتيجة ستقع عليك  بمفردك إذا نجحت سيشاركك الناس في نجاحك  وإذا فشلت  ستتحمل نتيجة اختيارك بمفردك, ترددك وانتظارك هو في حد ذاته اختيار لأنه  تأجيل للمحتوم  وتضييع للوقت   ,  لابد أن  تطفيء كل الأصوات الأخرى   حتى تتمكن من الاستماع إلى صوت حدسك  بصفاء ,  لابد أن تنظر داخلك  وتحدد  ماذا تريد بالضبط ثم تختار  الاتجاه الذي تراه صوابا , قد ينجح اختيارك وقد يفشل وفي حالة الفشل ستشعر بالندم لأنك لم تختر اتجاها آخر,  ستبدأ  في تخيل  شكل الحياة المثالية التي كنت ستحظى لو كنت التحقت بكلية أخرى أو حصلت على وظيفة أخرى أو عشت في مكان آخر أو تزوجت بفتاة أخرى, لكن   مشكلة الحياة أن وقتك فيها محدود للغاية مهما بدا متسعا  ,  وبالتالي فأنت لا تمتلك القدرة  ولا الطاقة على تجربة كل الأشياء والسير في كل الطرق , لا تلوم نفسك  إذا اتضح لك  أن اختيارك لم يكن صائبا , أنت في الحياة أعمى مهما ادعيت  امتلاكك  للبصيرة  لأنك تتخذ كل قرار بناء على المعلومات المتاحة أمامك وبناء على حالتك النفسية وعقليتك ومستوى نضوجك ودائما هناك أثار جانبية وجوانب خفية لكل شيء لن تكتشفها إلا عندما تخوض التجربة , المهم ألا تدع الخوف من الفشل يعوقك حتى الحركة ويجبرك على الوقوف في مفترق الطرق

0 تعليقات