يوم 1 يوليو 2013  كان   يوما مفرحا بالنسبة لمعظم الناس  بعد أن ألقى الرئيس  السيسي الذي لا كان لا يزال فريقا أنذاك خطابا  أعطى فيه محمد مرسي مهلة 48 , ولكنه كان بالنسبة لي يوم مختلف تماما .
كنت أجلس على كورنيش الإسكندرية  مع أمي أتابع في الشارع احتفالات الناس بقرب رحيل الإخوان عن الحكم وقد وضعت حقيبتي الجميلة التي كنت اشتريتها من أيام قليلة بجواري , وإذ بي أسمع صوت  ضجيج  يقترب مني ثم فوجئت  بحقيبتي انتزعت مني على يد  اثنين يركبان على موتوسكيل من الموتوسكيلات الحديثة الملونة  , ثم انطلقا بأقصى سرعة في شارع البحر  واختفيا بين السيارات في لمح البصر .  
وجدت نفسي  أنظر إلى  الاتجاه الذي اختفى فيه الموتوسكيل بدهشة وعدم تصديق ,   لقد كانت هذه هي أول مرة أتعرض فيها للسرقة ,   تحولت دهشتي إلى صدمة بعد أن رأيت  رد فعل المارة  والجالسين على الكورنيش  , لقد شاهدوني  أصرخ وأطلب منهم أن يلحقوا باللص الذي أخذ مني الحقيبة , بعضهم تظاهر أنهم لم يسمعوني  ينظرون لي بلامبالاة ويهزون رؤوسهم وعلى وجوهم علامات الاستفهام  ثم تطوعت إحدى السيدات بتعزيتي بكلام مكرر من نوعية معلش و ربنا يعوض عليكي وده نصيب .
مواساتها بدت لي استخفافا بما جرى لي  . كان شيئا غريبا  أن أمشي في الشارع بعد ذلك وأرى الفرحة على وجوه الناس من حولي وأنا أبكي  , سرقة حقيبتي كانت مصيبة بالنسبة لي رغم أنها لم تكن تحتوي على مبلغ كبير من النقود ولكن لأنها كانت تحتوي على بطاقتي ورخصة القيادة وعلى أوراق كثيرة من الصعب إعادة استخراجها  .
عندما ذهبت إلى القسم في اليوم  التالي   للإبلاغ عن سرقة الحقيبة , وجدت أشخاص يبلغون عن سرقة سياراتهم وآخرين عن سرقة أموالهم التي تقدر بمئات الآلاف  ووجدت البوليس يتعامل مع بلاغتهم باستهانة أو استخفاف  وحينئذ عرفت أنني لن استرجع أوراقي ولا حقيبتي أبدا .
مرت الأيام واشتريت حقيبة أخرى تشبه حقيبتي الضائعة واستطعت بعد صعوبة وجهد هائل أن استخرج الأوراق التي سرقت مني ورغم أن كل شيء يبدو أنه عاد كما كان إلا أن شيئا  كبيرا وهاما  تغير في نفسي .
صرت عندما أمشي في الشارع أنظر يمينا ويسارا للمارة بحذر وارتياب ,توقفت عن وضع متعلقاتي الهامة في حقيبتي بل أحيانا أصبحت أفضل الخروج بدونها .
صرت أكره الموتوسكيلات وأكره صوتها وأرتعد رعبا عندما يمشي أحدها أمامي .
  صرت أعذر كل الناس الذين يرفضون  أن يتركوا بناتهم يمشون في الشوارع بمفردهم ويبالغون في وضع أجهزة الإنذار في سيارتهم   ويأخذون كلابهم معهم في الشارع لكي تحرسهم ويحملون أسلحة في جيوبهم .
صرت أفهم الفرق  بين  أن تسمع عن حوادث معينة أو تقرأ عنها وبين أن تكون أنت ضحية لإحداها .
 ما سرق مني في هذا اليوم لم يكن نقودا أو أوراق , لقد سُرق مني إحساسي بالأمان  , وهذا الإحساس مهم جدا   لأنه يجعلك قادرا  على السير في طريقك هادئا مطمئنا  ولكني اكتشفت أنه إحساس  هش جدا من السهل أن تحطمه أي حادثة  وعندما يتحطم فمن الصعب جدا أن تسترجعه .

0 تعليقات