بعد أن ملت سها من الاستماع لإخبار أخر المباحاثات التي جرت بين الرئيس المصري ونظيره الروسي  أخذت تعبث بأطراف شعرها الكستنائي الناعم المربوط بمشبك أسود على شكل ذيل حصان ثم   رفعت رأسها لأعلى و أخذت تتأمل زرقة السماء و  السحب الصغيرة المتناثرة فوقها   التي  اتخذت   أشكالا هلامية جميلة  .
 انشرح قلبها   عندما رأت   سربا   من العصافير يطير  فوق  مدرستها ويبهج    أذنيها بالموسيقى الصباحية المرتجلة التي ينشدها    .
 تطلعت للعصافير   وهي تمضي بعيدا متجهة نحو الأفق البعيد بنظرة يملأها الشجن    وتجددت أمنيتها  أن يحولها الله لعصفور  أو أي نوع أخر من الطيور حتى تترك تلك الأرض الضيقة للأبد  وتعيش في السماء الواسعة    .   كانت ترى  أن الطيور هي أكثر الكائنات تحررا لأن أجنحتها   تتيح لها السفر والتنقل من مكان لأخر بدون جواز سفر ولا مطار    .السماء ملعبها و  أشجار وغصون العالم  بيوتها و طعامها من الحبوب متوافر دائما  .  فلايمكن أن ترى   طيرا يمنع الطعام عن طير أخر   أو   يحبسه أو 
 يتحكم فيه  , وهذا ينطبق على باقي الكائنات   التي تعيش في انسجام تام مع الطبيعة ما عدا الإنسان 

مقطع من رواية بنت وولد 
ياسمين خليفة 
صدرت عن مؤسسة إبداع للنشر والتوزيع 
.

0 تعليقات