حوار مع فتاة مؤيدة للإخوان 
جلست   في مكان عام  لأستريح من عناء مشوار طويل قمت به  وكانت   تجلس بجواري   فتاة شابة  ذات شعر أسود قصير  و كان يجلس بجوارها   رجل أسمر ممتلئ  .
رأيت الفتاة  تقهقه  وتهز رأسها في استنكار   ثم وجدتها  تنظر  لي  وتقول  أنها تستغرب من وجود  هذه الدبابة التي تمر  كل قليل   كأن قائدها  يحب التمشية .
أخبرتها  أنها تحرس المكان فالجيش يحمي  البلد  لأن الشرطة للأسف  مشغولة بمطاردة  الإخوان . 
صمتت وبدا  عليها الامتعاض فقلت لها  ممازحة " أوعي تكوني مع الإخوان ؟" ,  وقبل أن أتم جملتي  أبرزت    لي الفتاة  ميدالية  عليها الصورة الصفراء والأصابع الأربعة بكل فخر كأنه علمها 
 الوطني .


فهمت الفتاة سبب الصدمة التي بدت على وجهي  فقالت لي
-   أنا لست اخوانية فكما ترين أنا لست محجبة أصلا ولكن أساند  الإخوان لأنهم مظلومون ولأن الشرطة ترتكب ضدهم الجرائم  وتسحلهم وتعتقلهم وتقتلهم   رغم أن مظاهراتهم  سلمية   , و  إذا لم أساندهم اليوم سيتم منعنا جميعا من المعارضة  والتظاهر  وسنعود لعصر الاستبداد   .
ضحكت في سري على كلامها عن سلمية الإخوان , ولكني  قررت أن أتناقش معها و أعرف  أفكارها 
لأنني وجدتها محبطة و غاضبة وتريد من تبث له أرائها      .
قالت بحنق
-  كان يجب الاحتكام لصندوق الانتخابات وعدم الانقلاب على الرئيس الذي جاء بطريقة  ديمقراطية  .
قلت لها
-  ما حدث ليس انقلابا و إنما ثورة  قام بها ملايين من الشعب  لأنهم لم يكونوا مستعدين  لاحتمال  مرسي أكثر من ذلك .
-  أعداد من نزلوا ضد مرسي ليست كبيرة كما صورها   الإعلام   و  أعداد مؤيديه كبيرة  جدا  ولذلك كان يجب علي معارضي مرسي   الانتظار حتى يكمل الأربع سنوات .
ضحكت وأنا أسألها
- هل تصدقين أن مرسي كان سيستمر في الحكم  لأربع  سنوات فقط ؟
 ردت   ببراءة
- نعم , أنا واثقة في مرسي .
-  و لكن بقية الشعب وأنا منهم لم يثق فيه ,  لقد  كان  الرجل  مكروها من أغلبية الشعب .
-  أي شخص من الممكن أن يدعي أنه يمثل أغلبية الشعب ولكن لا أحد يعرف على وجه التحديد رأي كل مصري  في مرسي .
- كلامك صحيح ولكن إذا أردنا الاحتكام للصندوق فلم يكن من المفترض أن نثور على مبارك لأن مؤيديه كانوا كثيرين   , فمن نزلوا في الثورة لم يكونوا أغلبية الشعب   ولكنهم كانوا قوة مؤثرة أدت إلى إنهاء حكم مبارك .
- لا تقارني مبارك بمرسي , مبارك حكم البلاد لثلاثين سنة وكان فاسدا . إنما مرسي حكم البلد لمدة سنة واحدة و لم يتم إعطائه الفرصة للتغيير .
 عيب مرسي  الوحيد هو أنه كان طيبا بشكل زائد  . يكفي أنه  الرئيس الوحيد الذي سمح للإعلام أن يسخر منه ويهينه ويهاجمه طول الوقت على عكس مبارك الذي لم يكن يجرؤ أي أحد على الحديث عنه بأي كلمة سيئة .
-  حرية الرأي والتعبير  ليست منحة من مرسي  وإنما هي حق أصيل للشعب .
- ولكن هذه الحرية جعلت الإعلام يخترع أكاذيب يحرض بها الناس على الرئيس ويدفعهم للسخط عليه  وتحميله أكثر مما يحتمل .
-  الناس لم تسخط على مرسي بسبب الإعلام و إنما  بسبب  سوء إدارته للبلد وتعيينه لقيادات الإخوان في المناصب الحكومية  .
- من الطبيعي عندما يتولي شخص منصبا جديدا أن يحضر معه من يثق فيهم حتى يساعدوه  في العمل بدلا من أن يتعامل مع أشخاص لا يعرفهم .
- لا  ,  لقد  كان عليه أن يحضر أهل الخبرة بدلا من أهل الثقة  من الإخوان الذين  لم يكونوا مؤهلين لتولي أي مناصب  .
- كان من الممكن أن يحضر أهل الخبرة لو كانت المعارضة وافقت على التعاون معه ولكنهم رفضوا  كل محاولاته للحوار معهم  بل تأمروا عليه و  كونوا ضده جبهة حتى يسقطوه .
- جبهة الإنقاذ لم يكن لها علاقة بالمظاهرات ضد مرسي .  الناس   نزلوا  من  تلقاء أنفسهم بسبب غضبهم من فشله في الحكم ,   كما لا تنسى أن  مرسي ارتكب جرائم كبيرة  لأنه سمح بالقتل الذي وقع في الاتحادية .
- ولكن من نزلوا ضد مرسي في الاتحادية لم يكونوا سلميين و إنما كانوا   من الجماعة الإرهابية   البلاك بلوك  ,ولقد حاولوا اقتحام القصر الرئاسي ولذلك كان من الطبيعي أن يتم التعامل معهم بهذه الطريقة  لأنهم يريدون التعدي على الرئيس .
- كيف ترين أن البلاك بوك جماعة إرهابية  ولا ترين أن ما يقوم به الإخوان إرهابا , يكفي أنهم عذبوا كثير من الناس في رابعة .
 صرخت الفتاة  مستنكرة "   تعذيب ؟؟؟ لا , التعذيب لم يحدث  ؟"
صوتها جذب أنظار الناس لها  و جعل الرجل الذي يجلس بجوارها    يتلفت حوله  خوفا  ثم طلب منها إنهاء الحوار و قال لي وهو يحاول إخفاء غضبه من كلامي "  ربنا يولي من يصلح " ثم   أخذها وغادرا سويا من المكان .
رغم حدة الحوار  الذي دار بيني وبين  هذه الفتاة   إلا أنني استخلصت  منه  عدة أشياء مهمة منها
 - مناصرو الأخوان ليسوا بالضرورة  الملتحين والمنقبات والصور النمطية التي نتخيلها عن مؤيدي الإخوان  ليس حقيقية .
- التطرف  الشديد في التأييد و  المعارضة أصبح السمة السائدة للآراء في مصر  فهذه الفتاة التي ترى  أن مرسي كان ملاكا  أخبرتني أن شقيقتها المؤيدة للقوات المسلحة  قاطعتها وتبرأت منها .

- الحوار مع الطرف الأخر مفيد  جدا ولكن محاولة تغيير أفكاره عبث   . 

5 تعليقات

  1. على فكرة النوعية دى مش كتير
    دول اللى بيحاولوا يبانوا بمظهر الموضوعيين او اللى عايزين يبقوا موضوعببن

    لكن لو بصيتى على الموجودين فى مظاهرتهم
    هتلاقى اغلبيتهم شكل واحد و ده بيبان اكثر لو بصيتى على السيدات المتظاهرات
    و نادرا ما ستجدى احد يرفع علم مصر

    تحياتى

    ردحذف
    الردود
    1. فعلا النوعية دي مش كتير بس هي موجودة ,كمان الناس دايما بتعتقد ان اي واحدة لابسة خمار او منقفبة لازم تكون مع الاخوان او السلفيين و ده برضه مش صحيح

      حذف
  2. عاجبني اسلوبك جداً.. استمري :)

    ردحذف
  3. يا ترى رأي حضرتك إيه الآن ؟؟؟؟ هل تغير أم ما زال كما هو ؟؟؟
    تحياتي

    ردحذف

رأيك يهمني اترك تعليقك على ما قرأته