تلح علي ذهني بشدة  مؤخرا هذه الرغبة والتي أظن أنها  تلح   على الكثير من أصحاب القلوب الضعيفة   
 أرغب في حذف كل القنوات الإخبارية والسياسية من التليفزيون , وأتوقف عن  زيارة المواقع الإخبارية ومواقع التواصل  الاجتماعي.
الغريب أنني كنت   من فترة قريبة أسخر من الناس الذين يكرهون متابعة الأخبار   وأظن أنهم  جهلة وعديمي المبالاة بما يحدث حولهم  ولكني اليوم   أريد أن أكون مثلهم  بعد أن أوصلني عصر الفضائيات والانترنت المفتوح لمدة 24 ساعة للشعور بالغثيان    والاكتئاب  من كل شيء له علاقة بالسياسة  .
 تعبت  من  مشاهد القتل والدم والجثث والجنازات ودموع الأهالي
تعبت من خطب السياسيين المبتذلة وتصريحات المسئولين المكررة    .
 تعبت من مشاهدة نفس البرامج التي يظهر فيها  نفس الوجوه المكررة لكي   يتبادلون الشتائم والاتهامات وكل منهم يريد أن يأخذ كل الحلقة في الكلام ولكنه لا يريد أن يستمع لخصمه   .
 تعبت من مشاهدة المحللين السياسيين  الذين لا يجيدون  سوى فن التنبؤ بالأسوأ والندب والتحسر على الماضي .  لقد تحولت الأخبار من وسيلة للمعرفة والتثقيف  لمسلسل مكرر وممل  فمضمون الأخبار دائما واحد    رغم اختلاف العناوين      
 أشعر أن سنوات العمر  تضيع هباءا   ونحن جالسون في أماكننا نشاهد  أخبارا محزنة  فننفعل ونغضب ونسب ونلعن ونتوعد  وفي النهاية لا نفعل شيئا    لأننا نعلم أن  مصيرنا معلق في أيدي  حفنة قليلة   من الرجال الأغبياء   . ونحن لسنا أكثر من مجرد متفرجين أو مشجعين لأحد أطراف الصراع  ولكننا عاجزين عن إحداث أي فرق في الأحداث     .
ورغم   الإحباط  والكآبة  وارتفاع  ضغط الدم الذي نصاب به  بعد مشاهدة الأخبار إلا أننا لم نعد نستطيع التوقف عن متابعتها ربما لأنها تحولت لنوع غريب من الإدمان  لا نستطيع التخلص منه   وربما لأننا نظن أننا يوما ما سنتمكن من تغيير مصيرنا والتأثير في صناعة القرار .  إذا كنا لن   نستطيع أن نتوقف تماما عن  مشاهدة نفس المسلسل ربما علينا أن نقلل من مدة المشاهدة  توفيرا  لوقتنا وطاقتنا الذهنية وحفاظا على  قوانا العقلية .



1 تعليقات

رأيك يهمني اترك تعليقك على ما قرأته