المجزرة التي قامت بها ميلشيات الإخوان ولن أقول المسلمين حول
قصر الاتحادية أثارت الدهشة والامتعاض عند عدد كبير من الناس و جعلتهم يتساءلون , كيف يتجرأ الإخوان على ضرب وسحل وقتل مجموعة من المتظاهرين السلميين بدم بارد وبدون أن ينتابهم أدني إحساس بالذنب .؟

ألا يدركون أن أغلب من يريدون قتلهم مسلمين مثلهم ؟ فكيف يسحلون ويقتلون أخواتهم في الدين والوطن وقبل ذلك  الإنسانية ثم يذهبون لصلاة العشاء كأنهم لم يرتكبوا احدي الكبائر ؟ , ألم يذكر لهم شيوخهم أن قتل نفسا واحدة عند الله سبحانه وتعالي هو بمثابة قتل للإنسانية جمعاء ؟ , ألا يعرفون أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال أن حرمة النفس الإنسانية عند الله أعظم من حرمة الكعبة المشرفة ؟ .

من المؤكد إنهم يعملون هذه المعلومات البديهية بالنسبة لأي مسلم ومع ذلك لم توقفهم عن ضرب وقتل المتظاهرين المعارضين لمحمد مرسي لماذا ؟


ببساطة لأن التطرف الفكري الذي نشأوا وترعرعوا في ظله يجعلهم يرون أي شخص معارض لحكم الجماعة ومحمد مرسي على انه ليس إنسانا مثلهم .

فالمتطرف فكريا لا يرى أمامه سوى وجهين فقط لكل شيء , الأبيض والأسود , الصالح والطالح , أقصي اليمين وأقصي اليسار , الكافر والمؤمن .

ولا يرى الناس إلا بزاويتين إما أن تكون مؤيد له وحينئذ تصبح أحب الناس إلى قلبه , ولكن الويل لك لو عارضته في أي شيء ففي هذه الحالة ستصبح في نظره كافرا ضالا وستنحدر منزلتك في نظره من البشر لمجرد حشرة حقيرة يجب أن يسحقها بقدميه . لذلك لا تندهش عندما تجدهم يترحمون على من قتلوا من أعضاء الجماعة في الاشتباكات ويعتبروهم شهداء بينما لا يذكرون من قتل من المعارضين لأنهم لا يعتبروهم بشرا مثلهم .

فالإخوان لا يعلمون شيئا عن ثقافة الاختلاف ولا يستطيعون إتباعها في حياتهم لأنهم تربوا على ثقافة أوقفت عقلهم عن التفكير والتدبر والتأمل واستبدلتها بالسمع والطاعة . لذلك تصريحات كل قيادتهم متشابهة للغاية فلا يوجد في تبريراتهم منطق ولا حكمة وإنما هم يرددون حجج واهية مكررة لا يمكن أن تقنع طفلا صغيرا مثل الكلام عن المؤامرات الخارجية وما شابه ذلك .

ولا تندهش عندما تجد منهم من يقول أن المعتصمين في الاتحادية مجموعة من مدمني المخدرات والخمور والملحدين , فهم يقومون بتحويل معارضيهم لشياطين وأشخاص منحلين أخلاقيا لكي ينزعوا عنهم الصفة الإنسانية وبالتالي يستحلون الاعتداء عليهم وقتلهم .

ولا تنتظروا أن يستيقظ هؤلاء من غفلتهم ويدركون هول ما فعلوه فأغلبهم تعرضت عقولهم للغسيل فأصبحوا مثل الآلات يحركها مكتب الإرشاد بالريموت كنترول يمينا ويسارا لتنفيذ رغبة القيادات. فهل رأيت من قبل آلة تفكر أو تشعر أو ترفض تنفيذ أوامر صاحبها ؟ بالطبع لا .

لذلك لا شيء يمكنه أن يوقف الجرائم التي ترتكبها تلك المليشيات إلا تليفون من مكتب الإرشاد .
لقد خدع الإخوان ميلشياتهم و صوروا لهم أن قتلهم للمعارضين جهادا في سيبل الله من أجل تطبيق شرعه ونصرة الإسلام . ولكن ذلك الجهاد المزعوم هدفه الوحيد هو تطبيق شرع الجماعة التي تاجرت بالإسلام و شوهت صورته والإسلام منها بريء .



0 تعليقات