ثلاثة أشياء يجب أن تتوقف عن البحث عنها
إرضاء كل الناس
قرأت من وقت طويل قصة من نوادر جحا الشهيرة فالتصقت في ذهني لدرجة أني أتذكرها وأحكيها لنفسي كلما شعرت بالإحباط بسبب عدم قدرتي على إرضاء من حولي , تحكي القصة أن حجا اشتري مع ابنه حمارا من السوق ثم ركب الحمار بينما مشى ابنه بجواره , فنظر الناس في السوق لابنه بإشفاق وقالوا كيف يركب جحا الحمار ويترك ابنه المسكين الذي يبدو عليه التعب يمشي ,فتأثر جحا بتعليق الناس وقرر أن يدع ابنه يركب الحمار بينما مشي بجواره , فنظر الناس له بإشفاق وقالوا كيف يركب الولد الحمار ويترك أبيه العجوز يمشي الأصول أن يمشي الولد ويدع أبيه يركب الحمار ,شعر جحا بالحيرة ثم قرر أن يتفادى انتقاد الناس له ولابنه بأن ينزل كلاهما ويمشيان بجوار الحمار فنظر الناس لهما باستغراب ,وتساءلوا لماذا يمشي جحا وابنه بينما في إمكانهما ركوب الحمار فسمع جحا وابنه كلام الناس وقررا ركوب الحمار معا , ولكن الناس نظروا للحمار بإشفاق وقالوا يا له من حمار مسكين كيف يمكنه أن يحمل الرجل وابنه , إن جحا رجل قاس لا يرحم الحيوانات ,فقرر جحا أن يرحم الحمار فنزل من عليه ثم حمله ومشى به ,فنظر الناس له باندهاش وأخذوا يضحكون ويقولون انظروا لقد أصيب جحا بالجنون إنه يحمل حماره .
الشخص المثالي
عادة عندما تسأل أي شخص عن عيوبه يتحفظ ثم يبدو عليه الإشفاق على نفسه ويقول لك عيبي الوحيد هو أني طيب القلب بشدة , طبعا طيبة القلب ليست عيبا في الشخصية ولكن الناس عادة يتجنبون الإفصاح عن عيوبهم الحقيقية بسبب خوفهم من ابتعاد الآخرين عنهم ,فمشكلة الناس أنهم يتوقعون من الآخرين أن يكونوا مثاليين كالملائكة لا يأتيهم الخطأ من أمامهم ولا من خلفهم , والغريب أن الباحثين عن المثالية في البشر يقعون في الأخطاء ولكن عقلهم يصور لهم أخطائهم على أنها هفوات عابرة , بينما يرفضون التسامح مع أخطاء الآخرين لأنهم يظنون أن المفترض في الإنسان أن يكون كاملا في صفاته ومثاليا في تصرفاته , و هم بذلك يتناسون أن الرسل والأنبياء فقط هم من أنعم عليهم الله بكمال الصفات أما باقي البشر يملكون خليط متناقض من الصفات المتناقضة الجميلة والكريهة , والإنسان سيظل دوما يرتكب الأخطاء ويتعلم منها ويحاول أن يحسن من نفسه ,والأفضل أن تتقبل الآخرين بعيوبهم ومميزاتهم وعندما تفكر في أن تقسو في الحكم عليهم بسبب أخطائهم تذكر أنك لو مررت بنفس ظروفهم قد تقع في نفس أخطائهم وساعتها ستحتاج من يسامحك .
السعادة
السعادة هي الشيء الذي يبحث عنه كل البشر وهي الدافع وراء كل تصرفاتهم ,فلو سألت أي شخص عن ما يريده في الحياة سيقول لك أريد أن أكون سعيدا و لو سألته ماذا تعني لك السعادة لن يتمكن من إعطائك تعريفا محددا لها أو لما يمكن أن يجعله سعيدا ,فالسعادة تبدو كالسراب ولكنها في الحقيقة ليست سرابا وإنما المشكلة أن الناس يعتقدون أنها مثل منجم الذهب تتطلب سعيا وبحثا وعملا مضنيا أو أنها كنز ثمين لا يصل إليه إلا الأقلية المحظوظة ,و الحقيقة أنها في متناول الجميع ولو امتلك جميع الناس البصيرة سيجدونها أمامهم دوما ,فمن السهل جدا أن تشعر بالسعادة عندما يكون هدفك أن تعيش كل لحظة ولا تنبش في الماضي ولا يؤرقك المستقبل ,وأن ترى الجمال في كل شيء بسيط تقع عليه عينيك وكل شخص تقابله وتقرر الاستمتاع بكل تجربة تمر بها وكل طعام تأكله وكل عمل تقوم به .
0 تعليقات
رأيك يهمني اترك تعليقك على ما قرأته