قد تبدو الاختيارات في الحياة  ظاهريا سهلة ومتعددة وكثيرة و قد تظن أن هناك اختيار واحد يوصلك للطريق الصحيح وباقي الاختيارات خاطئة  ,ولكن  الحياة ليست دائما  كبرنامج من سيربح المليون يوجد  بها اختيار يكسبك والأخر يخرجك من اللعبة  فقد علمتنا تجربة الانتخابات الرئاسة المصرية الأخيرة أن الإنسان في كثير من الأحيان قد يجد أمامه اختياران أسوأ من بعضهما  , فكم مرة وجدت نفسك محصورا بين اختيارين
كلاهما سيئا ؟
 
 فهل  تجلس    في حجرتك وحيدا وتحدق في السقف وتكاد تتمزق من الملل   أو تخرج 
  فتجلس في سيارتك متأففا وسط الزحام والحر والضجيج .
   هل  تقبل العمل   في وظيفة   تكرهها لعدد طويل من الساعات بدون تأمين وبمرتب لا يغطي ثمن مواصلاتك أو  تظل في انتظار الوظيفة المناسبة  وتتحمل مرارة البطالة .
  هل  تقول رأيك الحقيقي للآخرين وتخاطر بخسارتهم   للأبد أم تحتفظ برأيك لنفسك وتكذب عليهم وتحافظ على علاقتك المزيفة بهم  ,
   هل  تفصح عن أسرارك لشخص أخر فتدمر الصورة المثالية التي كونها عنك وتجعل نفسك عرضة للابتزاز منه   أم تصمت و   تحتمل عبء الاحتفاظ بها   داخلك للأبد .
  هل  تقبل صداقة شخص يختلف عنك في كل شيء   حتى يصبح لك رفيق   أم  ترفضه وتترك الوحدة تلتهمك  .
 هل تقبل الفتاة الزواج من شخص لا ترتاح له   وتقبل التعاسة المحتملة التي ستعيشها معه  في مقابل أن تصبح أما قبل أن تكبر في السن  أم ترفضه وتختار الصبر فترى سنوات الشباب تمر عليها وهي في حالة خوف وقلق من البقاء   وحيدة للأبد  .
 هل  تترك بلدك لكي تحصل على عمل أفضل وتحسن وضعك المادي وتشتري لأسرتك كل ما تحتاجه وتحتمل ألم الغربة والاشتياق لأهلك وأحبابك يوميا  أم  تختار أن تعيش بينهم وترضي بالمرتب الهزيل وسقف الطموح المنخفض وتتحسر لأنك تعيش  في بلد مضطرب سياسيا ومتدهور اقتصاديا   .
 هل  تكون على اطلاع دائما  بما يحدث حولك من أخبار وكوارث ومآسي  وتعرض لنفسك للإصابة بالاكتئاب وارتفاع ضغط   الدم و الموت بالسكتة القلبية أم  تعزل نفسك عن كل ما يدور في العالم وتحافظ على أعصابك وتشعر بالراحة وتقبل الجهل بالعالم والانفصال عن الواقع   .
هل تختار الطلاق لكي ترتاح من شخص أصبحت الحياة معه مستحيلة   وتتحمل خسائر مادية فادحة   وتحرم من رؤية أولادك أو تحرم أولادك من أبيهم أم  تختار أن تضحي بسعادتك وتعيش في بؤس دائم مقابل أن يتربى أولادك  مع  والديهما .
الاختيارات   دائما   صعبة   ومخيفة لأن  نتائجها تغير  مسار الحياة تماما    ,لذلك يقف  الكثيرون    حائرين عاجزين عن الاختيار  ,ولكن حتى عدم الاختيار  و هو اختيار في حد ذاته فلابد في النهاية أن تختار  وتتحمل عواقب  اختيارك.

0 تعليقات