هناك قاعدة مهمة يجب أن تتبعها إذا كنت تريد أن  تصبح كاتبا وهي أن تكتب كل يوم     لعدد معين من الساعات   حتى تتحول الكتابة بالنسبة لك   لعادة لا يمكنك  الاستغناء عنها أبدا  ,وعندها  ستجد  أن التعبير عن أفكار بالكلمات أصبحت مسألة سهلة  والالتزام بهذه القاعدة يكون صعبا بالنسبة لي   في رمضان فقط  والسبب معروف 0000

 فالكتابة تتطلب من الإنسان أن يعصر ذهنه لكي يستطيع أن يخرج الكلمات المناسبة التي يريد أن يكتبها  ففي  أثناء الصيام أجد نفسي  أحدق   لشاشة الكمبيوتر وأحاول بشدة  أن أكتب شيئا ولكن عقلي لا يستجيب بصورة طبيعية فكما أن   السيارة لا يمكن أن تمشي بدون  بنزين فالعقل لا يمكنه  العمل  بدون طعام   ,ولهذا أضطر  أن أؤجل الكتابة لما بعد الإفطار ولكن بعد أن تمتلئ معدتي بالطعام  أشعر بثقل في جسدي  و تنتابني رغبة عارمة في النوم  فاستجيب لها  ,وبعد أن  استيقظ أشعر بالدوار  فأظل أقول لنفسي سأكتب بعد ساعة لا بعد ساعتين  حتى يأتي موعد السحور فأشعر بالندم لأن اليوم انتهي  بدون أن أكتب حرفا واحدا   وقد تكرر معي  هذا الوضع  خلال  الأيام الماضية وكل يوم أحاول أن أقاوم الكسل والضعف الذي يعتريني في رمضان لكي أكتب ,ولكن حتى لو نجحت في الكتابة يداهمني الصداع بعد وقت قصير  فأبدأ باختلاق الأعذار لنفسي مرة أخرى وبعد أن ينتهي اليوم يتكرر شعوري بالندم وأتساءل   هل سيمر علي  الشهر كله بدون أن أكتب أي شيء ثم أفكر في أخذ أجازة من الكتابة حتى ينتهي شهر رمضان, ولكن سرعان ما  أتراجع وأتهم نفسي بالكسل   وأقرر أن أركز بعد الإفطار بشكل أكبر لكي أكتب وهكذا يستمر هذا الصراع داخلي بين الإرادة والكسل الذي أعتقد أنه من ألد أعدائي  لأنه  يتيح لي  اختلاق الأعذار حتى لو كانت  مقنعة ولكني  لو واصلت في اختراعها لنفسي فلن أتمكن من كتابة كلمة واحدة ,  فلو كنت جادا في الكتابة يجب ألا  تتخلى عنها مهما كانت الظروف و حتى لو لم تكن لديك فكرة تريد أن تكتبها أكتب يومياتك اكتب عن عجزك عن الكتابة  .
 اكتب عن أي شيء رأيته أو قرأته أو سمعته وأثار انتباهك اليوم ولكن أستمر في الكتابة مهما كانت الظروف ( هذا الكلام أقوله   لكي أشجع به  نفسي على الاستمرار ).

0 تعليقات