أنا كل شيء وعكسه
أشعر أن
هناك شخصيتين تعيشان بداخلي
الشخصية الأولى عفوية متحمسة مشاغبة, تضحك بدون أن تحسب مدى اتساع
ابتسامتها,صريحة تعبر عن ما يدور في ذهنها
بشكل مباشر بدون تنميق , لا تحب التخطيط للمستقبل لأنها تعتقد أنه يخبئ لها الأفضل
, تفعل ما يمليه عليها قلبها, تكره
الروتين وتحب المغامرات, أحلامها الكثيرة
تتخطى عنان السماء , تكره الواقع و تؤمن أن
بداخلها طاقات هائلة قادرة على تغييره للأفضل, تؤمن أنها قادرة على الانتصار والنجاح والوقوف
مجددا مهما تكرر فشلها, تفتح قلبها للناس وتعطيهم ثقتها بسرعة لأنها تعتقد أنهم لا يحملون لها سوى الخير ويكنون لها سوى الحب, .
أما الشخصية الثانية فهي شخصية هادئة
رزينة واقعية عقلانية حذرة تحب التخطيط , التجارب التي مرت بها علمتها أن تفكر ألف مائة قبل أن تتحدث أو تتصرف ,
الخدع التي تعرضت لها علمتها ألا تعطي ثقتها
الكاملة لأي أحد وألا تصدق ما تسمعه وتراه وأن تفكر في نوايا الآخرين قبل
أن تتعامل معهم , رغم هدوئها الظاهر يموج قلبها بتيارات الخوف والقلق والتوتر , تعتقد
أن العالم مكان مليء بالمخاطر لذلك تتحاشى المغامرات والطرق الوعرة , تحضر دائما نفسها للأسوأ حتى تتجنب الصدمات,
تحاول أن تتأقلم مع الواقع لأنها تدرك أنه أضيق من أن يتسع لأحلامها , كلتا
الشخصيتين تتصارعان طوال الوقت بداخلي , الشخصية الثانية دائما ما تشفق على الشخصية
الأولى وتتهمها بالسذاجة والتسرع والاندفاع والشخصية الأولى تريد أن تطرد الشخصية
الثانية وتتهمها بالتشاؤم والقلق المفرط والجدية الزائدة , الشخصية الأولى هي الطفلة النقية المبتهجة التي لم
يلوثها الواقع أما الشخصية الثانية فهي
الفتاة الناضجة العقلانية التي اختبرت الحياة وتألمت وتعلمت الكثير,حاولت كثيرا أن
أوقف الصراع بينهما أو أن أطردهما من عقلي
ولكني اكتشفت أنني لن أستطيع أن أتخلى عن
أي منهما , فأنا أحتاج إلى حماس وتفاؤل
الأولى وإلى واقعية ورزانة الثانية و علي أتصالح مع كلتا الشخصيتين لأن كلتاهما في النهاية أنا.
0 تعليقات
رأيك يهمني اترك تعليقك على ما قرأته