أفضل خمس روايات مبهجة لرفع الروح المعنوية

الكتاب خير صديق للإنسان، وفي اللحظات الكئيبة يبحث عشاق القراءة عن كتاب يواسيهم ويضئ لهم الطريق أو يمنحهم الابتسامة وينسيهم أحزانهم  لفترة قصيرة، واليوم أقدم لكم قائمة أفضل خمس روايات إيجابية قرأتها على مدار السنوات الماضية.

عادة ما تكون القصص الإيجابية تافهة ولكن الكتب التي أقترحها عليكم ليست كذلك، إنها كتب عميقة واقعية تناقش مشاكل اجتماعية وإنسانية هامة وبعضها يحتوي على أحداث حزينة وكئيبة، ولكنها في المجمل تحمل روحًا ساخرة إيجابية.

أضمن لكم أن حالتكم المزاجية ستتحسن بعد قراءة هذه الكتب.

صاحب الظل الطويل – جين وبستر

هذه الرواية الكلاسيكية الأشهر لجين وبستر تعد من أفضل الروايات الإيجابية المبهجة التي قرأتها في حياتي.
 تحكي الرواية عن فتاة لقيطة تدعى جودي أبوت التي تتربى في دار أيتام.
، وبعد انهائها لدراستها الثانوية تخبرها رئيسية الدار أن هناك رجلا

 قرر إخفاء هويته سوف يتحمل نفقات تعليمها الجامعي وأنه لن يطلب منها شيء في المقابل سوى أن تكتب له رسالة كل أسبوع.
ولأن جين لم تر منه سوى ظله وهو خارج من غرفة مديرة الدار
 تدعوه بصاحب الظل الطويل، وترسل له رسائل مفعمة بالسخرية والمرح وتحكي بحماس عن حياتها الجديدة، وعن استمتاعها بالدراسة والتنزه مع صديقاتها وامتنانها الشديد لأنه أعطاها حياة جديدة مرفهة.
وفي الوقت نفسه فهي تشعر بفضول شديد لكي تتعرف عليه وتعرف من يكون أبيها ولكنها  لا تتلقى منه أي رد.
تبدو جودي من الخارج مثل بطلات القصص الخيالية اللاتي ينتقلن من الفقر إلى الثراء في لمح البصر، ولكن ما يميزها عن بقية الفتيات أنها
ليست شخصية مادية أو اتكالية، فهي تصر على العمل في اجازات الصيف لكي ترد لصاحب الظل الطويل جزء من نفقات تعليمها.
استطاعت جين وبستر أن تلقي الضوء على وصمة العار التي تلحق باللقطاء من خلال جودي  التي لم تضيع وقتها في التحسر على  حالها، فهي ترى الحياة بمنظار إيجابي ، وتستمتع بكل شيء حولها وبكل منظر طبيعي  تشاهده، وتحاول أن تستغل الفرص المتاحة أمها كي تصبح إنسانة أفضل.

الرواية موجهة للناشئين إلا أنها تناسب جميع الأعمار.

عساكر قوس قزح – اندريا هيراتا

عساكر قوس قزح من أكثر الروايات التي قرأتها إلهامًا وجمالا.

تدور أحداث الرواية في جزيرة صغيرة تابعة لجزيرة سومطرة في إندونيسيا، هذه الجزيرة رغم أنها غنية بالقصدير إلا أن أغلب اهلها يعيشون في فقر مدقع، وتعمل الطبقة الغنية منهم عند الشركة الملكية التي تحتكر استخراج المعادن في أرض الجزيرة.
أما بقية سكان الجزيرة فيعملون صيادين أو حمالين، ومن فرط فقرهم لا يستطيعون الانفاق على تعليم أولادهم، والمدرسة المجانية الوحيدة المتاحة أمام الأطفال تًدعى المحمدية الدينية.

أبطال الرواية هم طلبة المدرسة الفقراء ومعلمتهم العظيمة بو مُس
التي استطاعت من فرط إيمانها بالعلم وإخلاصها في التدريس أن تجعل التلاميذ يقعون في حب التعليم، ويحاربون التماسيح في البحيرات حتى يتمكنوا من الوصول إلى المدرسة في الموعد المحدد.

عندما تقرأ هذه الرواية ستجد نفسك تفرح مع أبطالها وتحزن لحزنهم، وتشفق على أحوال مدرستهم البائسة، وتصفق في كل مرة تنتصر فيها بو مُس
على كل من يريدون إغلاق المدرسة وحرمان اطفالها الفقراء من الحصول على التعليم.
لكن قبل أن تتمادى في التفاؤل سيعيدك المؤلف إلى أرض الواقع لتكتشف أن الاقدار تخبئ لأبطالها أشياء أخرى عكس ما توقعوه.

مؤلف الرواية أندريا هيراتا هو أحد أبطال الرواية، وقد أراد أن يشكر معلمته عبر سرد أحداث طفولته بشكل غير مباشر.

 تهدف الرواية إلى إيصال رسائل هامة ينساها المحظوظين الذين ولدوا في بيئة غنية تتيح لهم التعليم.
الرسالة الاولى أن التعليم حق لكل مواطن، وأن التعليم هدف في حد ذاته والمعرفة هي هدف يمكن أن يسعى إليه الانسان.
الرسالة الثانية أن العامل الاساسي لنجاح الطالب ليس المدرسة في حد ذاتها، وإنما وجود معلم حقيقي مخلص لعمله ومؤمن بأهمية التعليم، وكذلك وجود طالب ذو عقل متفتح وشغف بالمعرفة، وأن الطالب المتفوق لا يأتي  بالضرورة من بيئة غنية، فهناك نوابغ كثيرون خرجوا من بيئة شديدة الفقر ولكن للأسف فإن فقرهم يكون العائق الأكبر أمام استكمالهم للتعليم، وهذا ما يؤكد ضرورة أن يكون التعليم المجاني متاحًا في جميع الدول.

صور مقلوبة – أحمد رجب

صور مقلوبة من أكثر الكتب الساخرة التي قرأتها إضحاكًا وإبداعًا.
الكتاب عبارة عن   صور مضحكة تتسم ببعض المبالغة لأشخاص يعيشون بيننا ويعملون في مهن متنوعة وكل منهم يعبر عن نفسه بصراحة، فنجد صورة للمدرس والمخرج والموظف الفهلوي ومشجع الكرة ومذيع الإذاعة وحتى الشخص الميت.

الكتاب  يرصد بشكل ذكي مظاهر النفاق الاجتماعي والزيف والجهل والتشدد الفكري في المجتمع المصري، ورغم أنه تم تأليفه في أواخر الستينات إلا إن الشخصيات التي يتحدث عنها الكتاب لازالت موجودة بيننا حتى اليوم.
ومن أكثر الصور التي  أضحكتني كانت قصة شاب يعاني من أزمة السكن يدفع إيجار لصاحب عمارة ثم يكتشف أنها لا تزال قيد البناء وأن صاحب العمارة يستغل المستأجرين ويجعلهم يشاركون في بناء العمارة بأنفسهم.
من الجدير بالذكر أن هذه القصة تحولت فيما بعد إلى فيلم تليفزيوني تم عرضه في الثمانينات بعنوان  صاحب العمارة  قام ببطولته فؤاد المهندس ويونس شلبي.

في المجمل إن أردت الحصول على جرعة كبيرة من الضحك، عليك بقراءة هذا الكتاب.

جنتلمان في موسكو – أمور تاولز

    

 الكونت روستوف بطل رواية جنتلمان في موسكو هو أحد أفضل الشخصيات الخيالية التي قرأتها في الأدب.

إنه مثال للشخص النبيل المرح المحب للحياة مهما بلغت قسوة الظروف عليه فبعد قيام الثورة البلشفية يتم وبعد قيام الثورة البلشفية تم الحكم عليه بالإقامة الجبرية في فندق المتربول مدى الحياة بعد أن تمت إدانته بكتابة شعر ضد الثورة البلشفية.

 تقبل الرجل الحكم برحابة صدر وتأقلم وضعه الجديد واستطاع أن يطوع بيئته لصالحه ويخرج من سجنه وبفضل طبيعته الاجتماعية استطاع أن يصبح صديقًا لكل العاملين في البورياسكي المطعم التابع للفندق، ثم صار يعمل في الحجز والإشراف على الندل.

الكونت روستوف يستحق لقب الجنتلمان ليس فقط لأني ينتمي إلى سلالة من النبلاء الروس، ولكن بفضل شخصيته الطيبة وتصرفاته النبيلة وتفضيله للآخرين على نفسه مما يجعل القارئ يقع في حبه بسهولة.

ترصد الرواية حياة الكونت على مدار أربعين عامًا يتعرض فيهم المجتمع الروسي لتغيير عنيف حيث تتحول روسيا إلى بلد محكوم بالحديد والنار على يد الديكتاتور ستالين.

يعاني السكان من الفقر الشديد ويتم نفي المعارضين إلى سيبيريا ومنعهم من الذهاب إلى موسكو، فتتحول البلد إلى سجن كبير ويصبح الكونت روستوف سجين فندق المتروبول الفخم هو أكثر الرجال حظًا في روسيا.

تعج الرواية بتفاصيل دقيقة جدًا عن الحياة في روسيا القديمة، وعن التقاليد الروسية مما جعلني أندهش عندما عرفت أن مؤلف الرواية أمريكي.

من الواضح أنه أجرى بحثًا موسعًا عن التاريخ الروسي، وربما عاش في روسيا لفترة قبل أن يكتب هذه الرواية، ومن الواضح كذلك تأثره بالأدب الروسي القديم الذي تفوح رائحته من الرواية وشخصياتها.

رغم أن الرواية طويلة جدا كما أنها تحمل بعض الأحداث الكئيبة، إلا أن بطلها المحبوب الساخر سوف يجعلك تستمع بكل حرف تقرؤه.

ترانيم في ظل تمارا – محمد عفيفي

 

 هذه الرواية القصيرة هي آخر ما كتبه الكاتب الساخر محمد عفيفي قبل وفاته، إنها أقرب إلى خواطر وتأملات تشبه قصيدة حب أخيرة وجهها محمد عفيفي للطبيعة المتمثلة في تمارا شجرة التمر حنة التي تعيش في حديقة منزله. لقد أعطى كل المخلوقات الموجودة حوله في الحديقة أسماء وبدأ يجري معهم حوارات خيالية مدهشة تنم عن روح راقية محبة لكل مخلوقات الله.روح السخرية المعروفة لدى محمد عفيفي حاضرة في السرد، ولكنها تختلط ببعض الشجن.

بعد قراءتك لهذه الرواية سيزداد حبك وتقديرك للطبيعة وللأشجار والزهور والحيوانات والطيور، وسوف تتمنى أن تشتري منزلا يحتوي على حديقة حتى يتاح لك الجلوس فيها طوال اليوم مثل بطل الرواية.