كيف تصبح مبدعًا - الجزء الثاني

مازلنا نتحدث عن موضوع الإبداع من خلال كتاب سيكولوجية الاكتشاف والاختراع لعالم  

 النفس الهينجاري الأمريكي ميهالي سيسكزيتنت وبعد أن تحدثنا في الجزء الأول عن كيفية تحفيز الفضول وحب البحث داخلنا سنتحدث اليوم عن كيفية  الحفاظ على هذا الفضول وكيفية الحفاظ على الطاقة الإبداعية بداخلنا .

 من الصعب الإبقاء على الفضول والرغبة في البحث لمدة طويلة  لأن العقل يميل إلى فقدان التركيز بسرعة وعندما نفقد تركيزنا تبدأ عقولنا في الانشغال  بأمور تافهة وأفكار غير إيجابية  و بمحادثات لا معنى لها ولكن  عندما نستطيع أن نبقى عقولنا في حالة تركيز فإننا سنتمكن من  استخدام  طاقتنا الإبداعية بشكل صحيح.

 الخطوات التالية ستساعدك على المحافظة على التركيز لأطول فترة ممكنة .

استيقظ وفي ذهنك هدف محدد  تريد تحقيقه  

ما يميز المبدعين أنهم يستيقظون في حالة نشاط وحماس لبدء اليوم لأنهم يملكون أهداف كثيرة يريدون تحقيقها، ولكن بعض الناس لا يستطيعون إيجاد معنى أو هدف من يومهم، لذا يجب عليك أن تعثر كل يوم على هدف يحفزك على بدء يوم جديد.

 راجع قائمة المهام التي ستقوم بها طوال اليوم ومن بين هذه القائمة اختر أكثر مهمة تشعر بالحماس للقيام بها، شغل هذه المهمة في عقلك كأنها شريط فيديو حتى تزيد من حماسك، اجعل أهدافك في البداية صغيرة ومحدودة حتى تستطيع أن تصل إلى الأهداف الكبيرة وفي النهاية ستجد نفسك سعيدًا ومتحمسًا مع بداية كل يوم.

اتقن كل عمل تقوم به

كلما ازداد اتقانك للأنشطة لتي تقوم بها كلما صارت هذه الأنشطة مجزية وممتعة بالنسبة لك، من المهم أن يكون لديك هدف محدد من كل نشاط تقوم به وأن تكيف قدراتك مع أهدافك، وأن تلتفت إلى عواقب كل فعل تقوم به، وأن تكون في كامل تركيزك أثناء أداءك لأي عمل.

 أبدأ التركيز في المهام اليومية البسيطة مثل ارتداء الملابس وتناول الطعام والذهاب إلى العمل وبالتدريج انتقل إلى أنشطة أخرى أصعب وأكثر تعقيدا.

 النهاية ستتمكن من إتقان مهارة التركيز والاستمتاع بأي تحدي جديد يواجهك.

 ابحث عن أنشطة معقدة وممتعة  لكي تتعلمها :

من السهل أن تصبح الأنشطة الروتينية البسيطة مملة إذا لم تستطع العثور على شيء جديد داخلها يحفز عقلك، لذا عليك أن تبحث عن أنشطة معقدة تتطلب مجهودًا عقليًا وتدفعك للتفكير مثل القراءة في الفلسفة أو تعلم تقنية جديدة في الكمبيوتر، أو تعلم العزف على آلة موسيقية.

بعد أن تعلمنا كيف نحافظ على حب الفضول وكيف نعثر على الطاقة الإبداعية بداخلنا سوف نتعرف على كيفية المحافظة على هذه الطاقة وحمايتها من النفاد.

يعترف أغلب الأشخاص الناجحين والمبدعين أنهم يميلون إلى الكسل في حياتهم الشخصية، ولكنهم في الوقت ذاته قادرين على التحكم في أنفسهم وتطوير عادات مفيدة تساعدهم على إنجاز مهام اليوم وتوفير طاقتهم من أجل التركيز على العمل والإبداع ولكي تكون مثلهم قادرا على الحفاظ على طاقتك الإبداعية لابد أن تتبع الخطوات التالية:  

تحكم في  وقتك وركز طاقتك على النشاط الذي تريد أن تفعله.

 ساعتنا البيولوجية تتأثر بعدة عوامل منها الشمس، مواعيد ركوب المواصلات، مواعيد العمل ومواعيد تناول الوجبات، ولكنك يجب أن نتعلم كيف تستخدم ساعتنا البيولوجية لتحقيق أكبر استفادة من يومك، راقب نفسك حتى تعرف متى تكون في كامل نشاط وتركيزك ومتى تشعر بالخمول والتعب ثم حدد أفضل وقت للعمل واستخدام طاقتك الإبداعية، وأفضل وقت لتناول الطعام وللاسترخاء والنوم. 

هيئ منزلك حتى يكون مكانا صالحا للإبداع

 المكان الذي تعيش فيه يؤثر على عقلك وتفكيرك سواء بالسلب أو الإيجاب،

 هناك أماكن تحفز الطاقة الإبداعية وأماكن أخرى تعوقها، ربما لا تملك الرفاهية لتغيير منزلك، ولكن بإمكانك أن تنظمه وتهيئه حتى يكون مكانًا صالحًا للعمل والإبداع.

اجعل غرفتك منظمة ونظيفة وخصص مكانًا لكل شيء حتى لا تضيع وقت في البحث عن أشياءك.

اختر بعناية الأشياء التي تضعها فوق مكتبك، من المهم أن تحيط نفسك بالأشياء التي تساعدك على تذكر أهدافك أو تحفزك أو تسعدك مثل كتبك المفضلة، الجوائز وشهادات التقدير التي حصلت عليها، صور لأفراد أسرتك أو هدايا وتذكارات عزيزة على قلبك.

خصص أوقات   للاسترخاء والتأمل

يشعر بعض الناس بالقلق والضيق عندما لا يكونون في حالة عمل لأنه يعتقدون أن النشاط المستمر أفضل من الجلوس وعدم فعل أي شيء، ولكن الانشغال المستمر يستهلك طاقتك.

من المهم أن تحدد وقت معين في اليوم حتى تتوقف وتتأمل ما انجزته وما الذي تحتاج إلى إنجازه، هناك أوقات تحتاج فيها أن تتوقف عن اتخاذ أي قرارات وتسترخي.

  الاسترخاء لا يعني تضييع الوقت ولكنه يعني أن تفعل أنشطة مختلفة تساعدك على إعادة شحن طاقتك الإبداعية ولا تحتاج إلى تركيز كبير مثل المشي، السباحة أو قيادة السيارة.

من المهم أيضا أن تحصل على قسط كاف من النوم حتى تجدد نشاطك، معظم المبدعين ينامون لساعات طويلة وعندما يقللون من ساعات نومهم فإن قدرتهم على الإبداع تتأثر سلبًا.

اعرف ماذا تحب وماذا تكره في الحياة

 أغلب الناس لا يعرفون الكثير عن مشاعرهم ولا يعرفون أين ومتى يشعرون بالسعادة أو الحزن، أما المبدعين  فهم يملكون القدرة على التواصل مع  مشاعر الألم والسعادة والحزن ومعرفة أسبابها , لكي تتمكن من التواصل  مع مشاعرك حلل نفسك أو كما تقول الفلسفة اليونانية اعرف نفسك، سجل الأنشطة التي تقوم بها كل يوم ثم اكتب عن مشاعرك تجاه كل عمل تقوم به .

اقض وقتا أطول في القيام بالأنشطة  التي تحبها و وقتا أقل في القيام بالأنشطة  التي تكرهها

  بعد أسابيع من التدوين والتحليل الذاتي للأنشطة التي تقوم بها, اقرأ ما كتبته عن نفسك وسيكون سهلاً عليك أن تعرف ما هي الأنشطة التي تفضلها ، لا تندهش إذا اكتشفت أنك  تفضل أن تجلس مع نفسك على أن  تجلس لمشاهدة التلفاز أو أنك تشعر بالملل من عملك، أحيانا لا يكون هناك تفسير لكل المشاعر التي تنتابك ولكن من المهم أن تستخدم تحليلك لحياتك اليومية حتى تستطيع أن تتعرف على نفسك، هذه  الاستكشافات  ستحفزك على تغيير حياتك ، فربما عليك أن تغير مجال عملك، أو  أن تعثر على طريقة جديدة للاستمتاع بعملك، أو أن تتعلم مهارة جديدة  لكي تجعل حياتك أكثر ثراءً.

رابط الجزء الأول من مقال كيف تكون مبدعا 

http://hekaty.blogspot.com/2015/03/1.html

/