قواعد الحياة في الظلام

1- لا تغضب 

أسوأ لحظة في اليوم هي اللحظة التي تكون فيها منهمكًا في أداء عملك أو تكون مسترخيا أمام المروحة أو التكييف في عز الحر , وفجأة  تنطفئ الأنوار ويتوقف كل شيء عن العمل  و تتوقف حياتك كلها   لأجل غير مسمى, أول إحساس سينتابك هو الغضب , ستجد نفسك بلا وعي تصرخ وتعلن المسئولين والبلد وتلعن نفسك لأنك مازلت تعيش فيها.  الغضب  لن يفيدك ولن يعيد لن الوقت الذي سيضيع من عمرك في انتظار عودة الكهرباء بل  سيصيبك بارتفاع في ضغط الدم وتصلب الشرايين وانفجار المرارة وكلها أمراض  أنت في غنى عنها

,الحل الوحيد أمامك  أن تتقبل الواقع , إن  الكهرباء ليست من  حقوقك الأساسية , إنها من المنح التي يعطيها لك المسئولون أطال الله في أعمارهم فإذا قطعوها عليك  لبضع ساعات فمن المؤكد أنهم يفعلون ذلك من أجل مصلحة العامة, لذا  يجب عليك أن تصمت وتتحمل الأمر الواقع وتنظر للجانب الإيجابي فلقد وحد الظلام  بينك وبين ملايين المواطنين.    

2- لا تحاول الهروب من الظلام

 الجلوس في المنزل في الظلام أمر مزعج وممل للغاية, و قد يدفعك هذا الملل إلى الهروب من 

المنزل فتقرر أن تذهب للتسوق أو لزيارة  أقاربك أو أصدقائك , لكنك لو  فعلت ذلك ستضيع على نفسك فرصة التمتع بالنور في المنزل  كما  ستطيل من مدة معاناتك من الظلام  , فبعد خروجك  ستكون الكهرباء عادت إلى منزلك بينما ستجدها مقطوعة عن المنطقة  التي ستذهب إليها لأن شركة الكهرباء تقطع التيار عن كل المناطق بالتوالي, لذا يجب عليك  أن تدرك  أن الظلام قدر محتوم لا يمكنك الفكاك منه أبدًا.

3- شغل الكشاف بدلا من أن تلعن الظلام

صحيح أن الظلام أصبح قدرك المحتوم  ولكن بدلًا من أن تلعنه يمكنك أن تقاومه , ليس بإشعال

 شمعة  , لقد انتهى زمن الشموع وأصبحنا نعيش في زمن الكشافات , الحمد لله أن الكشافات متوافرة بكثرة في مصر  وكلها من النوع الصيني الذي يتميز برخص السعر والرداءة الشديدة  , فلكي  يعمل معك الكشاف لمدة ساعة واحدة فقط  يجب أن تشحنه طول اليوم, لذلك سيكون عملك الأساسي في الحياة  هو  وضع الكشاف في الشاحن  ثم استخدامه في الإضاءة بعد انقطاع التيار  لوقت قصير قبل أن يخفت ضوئه  ثم إعادة وضعه في الشاحن مرة أخرى بعد عودة التيار.

4-ابتعد عن المصعد 

حتى تتمكن  شركات المصاعد من  اختراع مصعد يعمل بالبطارية عليك أن تبتعد عن ركوب المصعد حتى في وقت وجود الكهرباء لأنها يمكن أن تنقطع في أي وقت  ,ماذا لو كنت رجلا كبيرا أو مريضا أو كنت تسكن في الدور الخامس عشر  ؟ قد تضطر  إلى منع نفسك من مغادرة المنزل نهائيا أو قد تضطر إلى المخاطرة و استعمال المصعد  في وقت وجود الكهرباء, في هذه الحالة عليك  تودع أسرتك وتتلو الشهادتين قبل أن تركب المصعد , ولكن تذكر إنك إذا مت اختناقًا في المصعد ستموت شهيدًا للوطن.

5- لا تطالب بالعدالة في انقطاع الكهرباء

لا تستغرب عندما تجد المسئولين يصرحون أن الكهرباء تنقطع عن منازلهم يوميا وأنهم يراعون المساواة بين المواطنين  في انقطاع الكهرباء  ثم تكتشف أن أصدقائك لا تنقطع عنهم الكهرباء ولو لثانية واحدة لأنهم يسكنون في الأحياء التي يسكن فيها رجال الأعمال والأشخاص ذوي النفوذ , و لا تغضب عندما تنظر إلى عمارة خالية قيد الإنشاء فتجدها مضيئة رغم أنها خالية من السكان , لا , مصر ليست دولة ظالمة  , نحن  الحمد لله نتمتع بالمساواة في كل شيء ,  كل ما في الأمر أن بعضنا يتمتع بالمساواة أكثر من الآخرين.  

 3- لا تحاول أن تتوقع موعد انقطاع الكهرباء

لا تضيع وقتك في توقع موعد انقطاع الكهرباء حتى تأقلم نفسك على مواعيد الانقطاع , نحن نعيش في دولة من طراز فريد لا تعبأ بالوقت  بل تراه  شيئا رخيصا قابل للهدر  , لا تستغرب عندما   تنقطع عنك الكهرباء  لمدة 12 ساعة في إحدى الأيام  ثم تنقطع في اليوم التالي لست ساعات فقط  , أو أن تنقطع  لمدة خمس دقائق كل نصف ساعة , ولا تستغرب عندما يعلن وزير الكهرباء أن أزمة  الكهرباء لن يتم حلها قبل أربع سنوات , ثم يغير موقفه  بعد أيام قليلة ويعلن أنه سيتمكن  من حلها في أربع أيام   فمصر بلد العجائب والمفاجآت وطالما أنك تعيش فيها مش هتقدر تغمض عينيك .

7- لا تفكر في التمرد

من الطبيعي  تضيق ذرعا ويفيض بك الكيل بعد أن تجد  أعمالك ومصالحك تتعطل وحياتك تضيع بسبب انقطاع الكهرباء المستمر, ولكن لا تدع ضيقك يدفعك للتهور والتفكير في عمل  وقفة احتجاجية أو مظاهرة, لقد انتهى عصر التمرد والثورة وأصبحنا نعيش في عصر الاستقرار والنظام والأمان ودولة القانون   , ولو صممت على النزول إلى الشارع والتعبير عن غضبك    سيتم القبض عليك بمقتضى  قانون التظاهر وستلقى في السجن بتهمة انتمائك لتنظيم الإخوان وربما يُحكم عليك  بالمؤبد أو بالإعدام , عليك عزيزي المواطن الغاضب   أن تهدأ وتتعقل  وتفعل  ملايين  المواطنين الشرفاء   الذين يجلسون في الظلام صامتين مستسلمين مبتسمين  ويشكرون  الله لأن  داعش لم تغزو مصر بعد.