روعة الغروب
عادة ما يرتبط الغروب
في أذهان الناس بالحزن أو بالأفول والغياب أو الموت ولكني بعد
أن شاهدت مراحل الغروب في كورنيش
الإسكندرية اكتشفت أنه من أجمل وأروع
المناظر الطبيعية وأكثرها
قدرة على خلق الدهشة والتأمل في
النفس , منظر الغروب
أثبت لي أن لا شيء في هذا الكون
يتغير فجأة فكل شيء لابد له من مقدمات
طويلة , وكل تغير يحدث ببطء وبشكل تدريجي ولا يمكن أن تشعر به إلا إذا كنت تمتلك
القدرة على التركيز والملاحظة .
قبل الغروب
تبدو الشمس كما هي كبيرة وبهية تمنح الكون
ضوئها وترمي على البحر خيوطها الذهبية وتلقي على السماء مزيجا من الألوان الأحمر
والبرتقالي والأرجواني والأصفر و كل هذه الألوان عندما تمتزج بلون السماء ينتج عنها
لوحة مدهشة تبدو كأنها مرسومة بألوان الماء , تتجه
الشمس ناحية الأفق ورغم
ذلك تظل محافظة على نجوميتها وحجمها وتأبى أن تضمحل أو أن تتضاءل ولكنها تغير
لونها فيتحول قرصها من اللون الذهبي إلى اللون
البرتقالي ثم إلى اللون الأحمر
القاني
, تنتفخ
ويظل نصفها الأعلى ظاهرا ثم تنحدر تدريجيا
حتى تغيب وراء الأفق ,
تختفي الشمس ولكن ضوئها لا يزال حاضرا بقوة إذ يبدأ الشفق وهو الضوء التي تتركه الشمس بفعل
تبعثر ضوئها في الطبقة العليا للغلاف
الجوي ثم تأتي
مرحلة الغسق إذ تنطفئ السماء و يبدأ الظلام يزحف تدريجيا على الأرض .
رغم أنني استمعت برؤية الغروب إلا إنني
كنت أعلم أن الشمس لم تختفي من الأرض إنها
اختفت فقط في هذه المنطقة ولكنها لا تزال
مشرقة في مكان أخر , الشمس
موجودة دائما ومشرقة دائما , إنها لا تتحرك ولكن الأرض هي التي تدور حولها فتبتعد عنها لساعات قليلة ثم تعود لنا الشمس مجددا لتعطينا
الضوء والدفء وتمدنا بكل مسببات الحياة .
رغم استمتاعي بتأمل مشهد الغروب كنت مندهشة لأني لم أجد شخصا واحدا منتبها للغروب
ورأيت الناس على الكورنيش منشغلين بالحديث سويا أو التفكير في أمور حياتهم , وهذا ما أعطاني
معنى جديد للعمى وهو أن تعجز عن رؤية
الأشياء الجميلة التي أعطاها الله
لك لتستمع بها مجانا .
3 تعليقات
اقسم بربى من اروع ما قرأت الله يحميكى يارب ويسعد كل ايامك
ردحذفشكرا جزيلا على الكلمات المشجعة وعلى مرورك في المدونة
حذفحروفك من نور ساطعه كاالقمر ليله التمام مرسي جدا يا استاذه علي الكلام الروعه تسلم يمين
ردحذفرأيك يهمني اترك تعليقك على ما قرأته