الأسئلة الأزلية عن المرأة
هل أنتِ من الداعيات لحرية المرأة وهل تطالبين بمساواة المرأة بالرجل ؟
هل السؤال تم توجيهه إلى من أحد المواقع الالكترونية حيث كنت أجري حوارا حول روايتي الأولى بنت وولد.
توقفت متعجبة وأخذت أحصي عدد المرات التي رأيت فيها هذا السؤال يطرح في الصحف والمجلات والبرامج الإذاعية والتليفزيونية والندوات .
تساءلت لماذا بعد كل هذه السنوات لا
نزال نتناقش ونثرثر ونعيد طرح نفس الأسئلة القديمة عن المرأة كأن الزمن لم يتغير والحياة لم تتطور
لماذا نجد حتى الآن من يتساءلون حول موضوع عمل المرأة هل هو حلال أم حرام ؟
وهل يجوز أن تخرج المرأة بدون موافقة زوجها ؟
وهل يجوز أن تتولى الرئاسة ؟
وهل يجوز أن تتحدث مع شخص غريب عنها
؟
وهل يجوز أن تسافر بمفردها إلى أي مكان ؟
من المفترض أن تكون إجابات هذه الأسئلة
قد حسمت من سنوات طويلة , ولكننا لازلنا نتظاهر أننا لا نعرف الإجابة أو ربما
نحن لسنا مقتنعين بتلك الإجابة لأننا مازلنا
ننظر بتشكك إلى مفهوم حرية المرأة ومفهوم
الحرية عموما بل ونسخر من الداعيات إلى
المساواة وإلى التحرر من العادات والتقاليد المتخلفة التي تكبل المرأة , وننظر لهن على أنهن إما عوانس أو مطلقات أو كارهات للرجل وللزواج .
تلك النظرة لا تصدر من الرجال فقط بل من كثير من السيدات , فمشكلة
المرأة تنبع من نظرتها لنفسها وقبولها بالأدوار التقليدية التي
ترى أن وجودها تابعا لوجود الرجل فهي إما
أن تكون زوجة فلان أو ابنه فلان أو أخت فلان أو أم فلان .
لكن ليس مقبولا أن
تكون هي فقط . ليس مقبولا أن تكون إنسانة
فقط تستمد ضوءها من نفسها ومن وجودها على كوكب الأرض .
المرأة دائما طفلة أو مراهقة حتى لو بلغت الأربعين من
عمرها .
المرأة دائما سفيهة وعاطفية ومندفعة وغبية وعصبية حتى
لو تفوقت وحصلت على أعلى الشهادات .
وهذه النظرة التقليدية للمرأة لم تتغير كثيرا , والتغيير لن يتحقق بتغيير القوانين والتشريعات ولن يتحقق بالإكثار من المؤتمرات والندوات حول المرأة . التغيير الحقيقي يحدث فقط كلما
تنجح أي سيدة في إثبات نفسها أو في
دخول مجال كان قاصرا على الرجال مثلما نجد
سيدة تتولى لأول مرة رئاسة حزب في مصر أو عندما نجد زيادة في نسبة المتعلمات والحاصلات على
الشهادات الجامعية و زيادة في نسبة مساهمة
المرأة في القوى العاملة.
هذه الانجازات قد تكون بطيئة ومحدودة ولكن الاستمرار فيها يثبت
خطأ الأفكار المتوارثة القديمة عن
المرأة ويفتح طريقا جديدا لبنات الغد لكي يمشين فيه .
0 تعليقات
رأيك يهمني اترك تعليقك على ما قرأته